الثم عمدت الحركة المتشددة إلى منع سكان باراوي من مشاهدة التلفزيون، بحجة أنه يشكل مصدر تهديد للدين.
وتحاول الشباب الآن، وبحسب ما ينقل سكان محليون لصباحي، إقناع السكان في باراوي الواقعة في منطقة شابيلي السفلى في الصومال والتي لا تزال خاضعة لسيطرة المتشددين، بأن دخول الأطفال إلى المدارس يسيئ للاسلام.
وبحسب أحد هؤلاء فإن عناصر الحركة تجمعوا في ميدان عام في 7 تشرين الثاني/نوفمبر لتحريض المواطنين على مواجهة خطة الحكومة الصومالية الهادفة إلى تحسين القطاع التربوي في البلاد.
وقالت ماريان بورو، 34 عاما وهي أم لخمسة أطفال، “أمرت حركة الشباب المواطنين في باراوي حضور خطبات دينية تتناول التربية والعلم في الصومال والتي قالت إنه سيتم تغييره ويتم تعليم الديانة المسيحية فيه. لقد تفاجأنا بالفعل، لم نعرف من أين حصلوا على تلك الفكرة”.
ورأت بورو أن الصوماليين لن يسمحوا بتغيير منهاجهم المدرسي بما يفتح المجال أمام الإساءة للدين.
وأضافت في حديث لصباحي، “لا أعتقد أن الشعب المسلم سيسمح للحكومة بأن تأخذه نحو طريق تهدد الدين، لكننا جميعا نعلم بما تريده الشباب، ألا وهو دمج فكرها في الدين الذي نتبعه وهم لهم فهمهم الخاطئ للاسلام. لا يعرفون أي شيء عن العلم لأنهم جهلاء”.
“نهاية الشباب وشيكة “
من جهته، عبّر عبد الله أحمد، 52 عاما وهو أحد الوجهاء التقليديين من باراوي عن وجهة نظره الصريحة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن الشباب هم من يسيئون للتعليم في الصومال.
وقال لصباحي، “الكل يعلم أن الذي يشن هجوما على العلم في الصومال هم الشباب. وهم يحاولون إقناع الناس بشيء لا وجود له. وهو أن الكتب المدرسية سيتم استبدالها بكتب [ذات محتوى ديني مسيحي] وضعها ومولها كفار”.
وأضاف، “أسألهم: هل [رأوا] تلك الكتب؟ لو أنهم واضحون في كلامهم لكانوا تقدموا بأمثلة عن تلك الكتب”.
ولفت إلى أن المواطنين وعلى الرغم من أنهم مجبرون على الاستماع لخطابات الشباب، إلا أنهم لا يصدقون ما يسمعون منهم.
وأوضح أن “الشباب لا تسمح للناس طلب العلم أو حتى العيش، نيتهم محاربة المواطنين بكافة الوسائل، فيتهمونهم بمشاهدة أمور لا توافق الشرع على محطات التلفزيون أو يقولون إن المنهاج المدرسي سوف يتغير ويدمر دينهم الاسلامي”.
وتابع، “بأي حال، أعتقد بأن الشباب قاربت إلى الزوال لما ترتكبه من أفعال”.
وقالت شمسو ياسين، 41 عاما وهي أم لتسعة أطفال ومن سكان باراوي، إنها قررت إبقاء أولادها خارج المدرسة نتيجة كرهها للشباب.
واعتبرت ياسين في حديث لصباحي، “لا نريد الشباب. لا أصدق ما يقولونه حول التعليم في الصومال والأكاذيب التي ينشرونها لأن [الحركة] مجموعة تستغل الدين في حربها على شعب الصومال. إن معركتهم تطال كل قطاعات [المجتمع]. ما عدت أرسل أطفالي إلى المدرسة بل أبقيهم في البيت لأنني خائفة من أن ينساقوا إلى فكر خاطئ تنشره الحركة”.
وأكدت ياسين أن الطريقة الوحيدة أمام سكان باراوي في التخلص من المشاكل التي تسببها حركة الشباب هو قيام الجيش الصومالي بتحرير المنطقة من سيطرتهم.
وأنهت حديثها قائلة، “أطلب من الحكومة الصومالية مساعدتنا على نيل حريتنا من الشباب. إذا كان هناك صعوبات اقتصادية فإننا مستعدون لبيع ما نملك من مجوهرات لدعم قواتنا الوطنية. رجاء أنقذونا. كل يوم يمر يسهب عناصر الشباب بالاساءة إلى أمهاتكم وأطفالكم”.